في عالم التجارة والتسويق، يُعد فهم استراتيجيات منافسيك ووضع السوق أمر بالغ الأهمية لنجاح مشروعك. إن عدم دراستك لما سبق سيؤدي إلى رفض منتجاتك من قبل العملاء بسبب وجود منتجات أفضل منها وبسعر أقل، ومنه عدم الاكتراث بعلامتك التجارية، وفي النهاية سوف يفشل مشروعك بالكامل.
لكن، هل هذا الأمر مختلف بالنسبة إلى الأعمال الإلكترونية؟ هل يجب أن تعلم من هو منافسك في السوق الإلكتروني؟ وما هي أهمية ذلك؟
إذا كنت مالك عمل أو مسوّق أو مؤسس مشروع ناشئ أو مطوّر لمنتج معيّن، أكمل قراءة هذا المقال وستجد كافة الإجابات التي تبحث عنها.
ماذا نقصد بكلمة “منافس”؟ ومن يكون بالنسبة لمشروعك؟
تخيّل نفسك في سباق ماراثون، والسباق على وشك أن يبدأ، هل ترى كل المُشاركين من حولك؟ أولئك هم جميعاً منافسيك. أي أن المنافس هو الفرد الذي يشارك في أي حدث تنافسي، ويسعى للتفوق على الآخرين وتحقيق الفوز.
في مجال الأعمال والتسويق، يشير المنافس إلى شخص أو منظمة أو شركة أخرى تعمل في نفس السوق، حيث أنهم يقدمون منتجات أو خدمات مماثلة لِما تقدم أنت من منتجات، ويتنافسون على العملاء المتواجدين في السوق. أي كمثال توضيحي، إذا كنت تملك متجر إلكتروني تبيع فيه منتجات معينة، فإن التجار الآخرين الذين يملكون متجر إلكتروني ويبيعون فيه منتجات مشابهة لمنتجاتك سيكونون من منافسيك.
وتذكّر، أنك لا تنافس على المستوى المحلي فقط! بل في الواقع يُمكن أن تجد نفسك تنافس على المستوى العالمي، أي مع شركات من بلدان أخرى.
لماذا من الضروري معرفة من هو المنافس لمشروعك؟
إن معرفة المنافس لمشروعك الإلكتروني يُتيح لك:
- فهم فعالية علامتك التجارية، فمن خلال تحليل نقاط القوة والضعف لعلامتك التجارية، سيمكنك توفير ميّزات فريدة لمنتجاتك.
- دراسة قاعدة عملائك وتفضيلاتهم وسلوكهم لتكييف جهودك التسويقية حتى تلقى صدى لدى جماهير مماثلة لهم.
- وضع أسعار تنافسية وتعديل استراتيجية التسعير الخاصة بك بناءً على اتجاهات السوق وعروض المنافسين.
- تخصيص الموارد بكفاءة (مثل قنوات التسويق: وسائل التواصل الاجتماعي- البريد الإلكتروني) والوصول إلى العملاء المحتملين بشكل فعال.
- التعلّم من حملات المنافس الناجحة وتكييف الاستراتيجيات لنجاح حملاتك.
- اكتشاف الكلمات الرئيسية ذات الصلة وتحسين الموقع الإلكتروني الخاص بك، للبقاء قادراً على المنافسة في تصنيفات البحث.
- تحديد الفجوات لديك، ومنه تطوير منتجاتك وتحسين عروضك.
- توقّع تغييرات السوق، وتخفيف المخاطر المالية.
كيف يمكنك التعرّف على المنافس لمشروعك؟
بعد أن علمت أهمية معرفة المنافس لعملك، من المُرجح أن يتبادر لذهنك سؤال هام وهو: “كيف يُمكن أن أعلم من هو منافسي في السوق الإلكترونية؟”
يمكنك البحث عن المنافس في:
- الإنترنت
- الإعلانات
- التقارير
- المعارض
- آراء العملاء
المعلومات التي تحتاج معرفتها عن المنافس لمشروعك
بعد أن تجد المنافس لعملك أو لمتجرك الإلكتروني، عليك أن تعرف:
طريقة عمل المنافس
من خلال التعرّف على:
- علامته التجارية
- ميّزات منتجاته
- أسعار المنتجات التي يبيعها
- مدى انتشاره في السوق الإلكترونية
- نقاط القوة والضعف
- آلية بيع منتجاته
- خطة التسويق التي يتّبعها لجذب العملاء
- الخدمات الإضافية التي يقدمها لتعزيز ولاء وثقة العملاء
- نشاطه التكنولوجي (هل يملك موقع إلكتروني؟)
تحقق من المنافس
- اقرأ عنه
- افهم آلية تفكيره حول التسويق
- جرّب خدمته أو منتجاته
- اقرأ نسخة من تقريره السنوي (إن وجد)
- راقب نشاطه
- تواجد بالمعارض والمؤتمرات التي يتواجد بها
- لاحظ مدى انشغاله بالخطط التسويقية
- لاحظ أي جزء في موقعه هو الأكثر نشاطاً وتفاعلاً
خطط المنافس
يجب أن تعلم ما هي:
- قاعدة العملاء التي يستهدفها
- منتجاته الجديدة
- خططه التسويقية المستقبلية
5 نصائح فعّالة لتتفوق على المنافس في السوق
1- اعمل على تحليل تقارير وملفات المنافس لمشروعك
من خلال دراسة تقارير المنافسين وتحليل استراتيجياتهم، سوف تستطيع:
- الحصول على رؤى قيمة حول اتجاهات السوق وسلوك العملاء.
- تحديد الفجوات في السوق، والتركيز على العروض المميّزة.
- تحديد المجالات التي يمكنك التميّز فيها لتوسيع نطاق منتجاتك.
- فهم استراتيجيات التسويق والإعلان الناجحة لديهم.
- تكشف آلية الترويج لمنتجاتهم.
- تجنّب الحملات والأساليب غير الفعالة.
- تكييف استراتيجياتك، حيث تحليل استراتيجيات تسعير المنافسين يتيح لك تحديد أسعار تنافسية لمنتجاتك.
- تطوير جهود تحسين محركات البحث SEO الخاصة بك.
- تحديد الكلمات الرئيسية واستراتيجيات الارتباط الخلفي وفجوات المحتوى.
- توقّع التهديدات المحتملة، والتعلم من أخطاء المنافس.
2- تواجد في المعارض والمؤتمرات المهنية التي يتواجد فيها المنافس
فيما يلي بعض الأسباب التي تجعل حضور المؤتمرات مهمّاً:
- توفير منصة للتواصل مع خبراء التسويق وروّاد الأعمال.
- إمكانية التعلّم من تجارب الأشخاص وطرح الأسئلة وإقامة علاقات قيّمة.
- معرفة اتجاهات السوق وتفضيلات العملاء والتحديات المستقبلية.
- إمكانية وضع نفسك وشركتك في صدارة المنافسة.
- البقاء على إطلاع بخصوص قدرتك التنافسية في السوق.
- اتخاذ قرارات صحيحة ووضع استراتيجيات فعالة.
- التوسّع بشبكتك المهنية، أي مقابلة الأفراد ذوي التفكير المماثل، وتوسيع علاقاتك الحالية، وإنشاء علاقات جديدة.
3- حلل المحتوى الاستراتيجي للمنافس
يُعد تحليل المحتوى الاستراتيجي للمنافس أمر أساسي، فهو يوفر نظرة ثاقبة حول الطريقة التي وضع فيها المنافس نفسه في السوق وما هي عروض البيع المميّزة التي اتّبعها. ومن خلال فحص جودة المحتوى، سوف يمكنك التعلم من استراتيجياته الناجحة. بالإضافة إلى ذلك، يكشف محتوى المنافس عن الكلمات الرئيسية التي يستهدفها، مما يساعدك في موضوع تحسين محركات البحث SEO. من خلال تحديد الفجوات في محتوى المنافس، تستطيع استغلال الفرصة وإنشاء محتوى ومنتجات جديدة لم يتم تقديمها سابقاً. والأهم! تذكّر أنه غالباً ما يتضمن محتوى المنافس تفاصيل حول عروضه ، بذلك يمكنك مقارنة الميّزات والتسعير والفوائد للمنتجات.
4-حدد نقاط القوة والضعف للمنافس في التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي
تتلخّص أهميته في:
- زيادة فرص التعلم: من خلال تحليل استراتيجيات وسائل التواصل الاجتماعي للمنافس، يمكنك قياس أدائك وفهم نقاط قوته والتعلم من استراتيجياته الناجحة.
- تحديد موقعك التنافسي: يساعدك ذلك على معرفة وضع علامتك التجارية في السوق، وإذا كنت من المنافسين لهذه الشركة وغيرها من الشركات، والتأكد من المجالات التي تتفوق وتتميّز فيها.
- استغلال الفرص: يكشف تحديد نقاط ضعف المنافس عن فجوات يمكنك استغلالها، بحيث يمكنك التركيز على المجالات التي يعمل عليها ويفشل بها لتحقيق ميّزة إضافية.
- التخفيف من المخاطر: تساعدك معرفة نقاط الضعف على توقع التهديدات المحتملة بحيث يمكنك معالجة نقاط الضعف بشكل استباقي في استراتيجيتك الخاصة.
5- اطلع على الموقع الإلكتروني الخاص بالمنافس
من خلال استكشاف الموقع الإلكتروني الخاص بالمنافس، يمكنك الحصول على رؤى حول المنتجات التي يقدمها، مما يسمح لك بمقارنة العروض وتحديد مجالات الاختلاف. يساعد تحليل تصميم موقع المنافس والتنقل فيه وتجربة المستخدم الشاملة في تقييم نقاط القوة والضعف لديه. بالإضافة إلى ذلك، فإن دراسة المحتوى -مثل المدونة ووصف المنتجات والأسئلة الشائعة- تكشف عن استراتيجية المراسلة الخاصة به. كما أن فحص بنية موقعه الإلكتروني والكلمات الرئيسية والملف التعريفي للارتباط الخلفي يمنح أفكار وبيانات مهمة لتحسين محركات البحث. وأخيراً، يساعد تقييم العبارات التي تحث المستخدم على اتخاذ إجراء Call To Action (CTA) وعمليات الدفع على تحسين مسار التحويل.
5 أدوات فعّالة لتحليل المنافس عبر الإنترنت
هي مجموعة أدوات شاملة، توفّر مجموعة من الميزات لتعزيز الرؤية التسويقية عبر الإنترنت. من خلال SEMrush، يمكنك الخوض في خدمات مختلفة، بما في ذلك: تحسين محركات البحث SEO، نظام الدفع لكل نقرة PPC، التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي SMM، البحث عن الكلمة المفتاحية Keyword Research، البحث التنافسي، العلاقات العامة، تسويق المحتوى، الرؤى التسويقية وإدارة الحملات. سواءً كنت تقوم بتحسين الموقع الإلكتروني الخاص بك أو تحليل المنافسين أو تحسين استراتيجية المحتوى الخاصة بك، فإن SEMrush تزودك بالأدوات اللازمة للازدهار في عالم التنافس الرقمي.
عبارة عن مجموعة شاملة من الأدوات التسويقية الرقمية. تعمل هذه الأداة على تحليل المنافسين عبر الإنترنت بشكل شامل وتمكّنك من الحصول على رؤى حول حركة المرور على موقع الإلكتروني الخاص بهم، ومعدل الارتداد في موقعك، والتركيبة السكانية للجمهور. تساعدك على التعرف على القنوات التي تجذب الزوار، مثل البحث العضوي أو وسائل التواصل الاجتماعي، وتكشف لك الكلمات المفتاحية الناجحة لتحسين استراتيجية المحتوى الخاصة بك وتجلب الزوار لموقعك.
أداة قوية تتيح لك مراقبة الويب بحثاً عن محتوى جديد مثير للاهتمام يتعلق بمواضيع محددة. يمكنك إعداد تنبيهات لأي موضوع تهتم به وستقوم الأداة بإعلامك تلقائياً كلما ظهر محتوى جديد يتعلق بالموضوع الذي اخترته. إن Google Alerts شاملة لمصادر مختلفة، مثل: مقالات إخبارية، المدونات، صفحات الويب، مقاطع فيديو، مناقشات عبر الإنترنت والتقارير المالية. أيضاً، يمكنك إعداد تنبيهات لكلمات مفتاحية أو عبارات أو أسماء منافسين محددة.
أداة تسويق رقمية متعددة الاستخدامات، تساعد على تحليل المنافس من خلال استكشاف حضوره الرقمي، وفهم استراتيجياته، بما في ذلك الكلمات الرئيسية التي يصنفها، ونوع الإعلانات التي يعرضها وترتيب ظهورها. تساعد على اكتشاف الكلمات الرئيسية المُربحة لحملات SEO وGoogle Ads، وتكشف عن مقدار حركة المرور التي يتلقاها أي موقع إلكتروني. من المميّز بها أنها تقترح كلمات رئيسية حاول استهدافها المنافس وفشل في ذلك.
تساعدك هذه الأداة على قياس معدل الزيارات للموقع الإلكتروني، ومنه التحقق من شعبيته. كما أنها تصنف المواقع الإلكترونية في قاعدة بياناتها حسب شهرتها وترتيبها على محركات البحث. يمكن استخدام هذه الأداة للحصول على أبرز الروابط الخلفية المستخدمة في مواقع المنافسين، وكلماتهم الرئيسية، ومصادر زياراتهم.
ختاماً
إن تحليل المنافس وفهم الآلية التسويقية التي يعمل بها يوضح الخطط والاستراتيجيات التي عليك اتباعها بالنسبة لمشروعك الرقمي، فهو ممارسة أساسية للشركات التي تهدف إلى تحقيق النجاح في بيئة تنافسية ويساعدها على ضبط استراتيجياتها. فمن خلال الخوض في استراتيجيات المنافسين ونجاحاتهم وإخفاقاتهم، تستطيع الشركات قياس النمو بفعالية ومتابعة التقدّم الذي تحرزه والسعي لتحقيق التميز.
تذكّر أن المنافس ليس بالضرورة أن يكون شخصاً واحداً، بل يُمكن أن تكون منظمة أو فريق أو شركة ضخمة. لذا، في المرة القادمة احرص على مراقبة منافسيك لتحقيق نتائج أفضل!
والآن، بعد أن أصبح لديك فهم واضح لمنافسيك ونقاط قوتهم وضعفهم، يمكنك البدء في تنفيذ مشروعك الخاص. سوف تكون أسس تكنولوجي هنا لمساعدتك في إنشاء موقعك الإلكتروني وتسويقه.
نتمنى لك التوفيق في رحلتك الرقمية!
شكراً للقراءة